جريدة الكترونية اقتصادية منوعة

إرهاب «البيجر» ومرحلة مقبلة خارج السيطرة.. بين المُعلن غير الموثوق والمخفي الأعظم ‏تضيع الحقائق والوقائع..

0

عين سورية

تتدحرج كرة الخطر سريعاً في المنطقة وتكبر مع كل ساعة على مدار اليوم، مرتبطة بشكل ‏خاص- إضافة إلى العدوان على غزة – بالتفجيرات الإرهابية الإسرائيلية التي شهدها لبنان ‏على مدار يومين متتاليين، ما ينقل المواجهة مع العدو إلى مراحل أكبر وأكثر خطورة، ولا‏سيما أنّ الاحتلال عمد بتفجيراته إلى نقلها- أي المواجهة – إلى الداخل اللبناني مع ما ينطوي ‏ذلك على مخاطر وتداعيات كبيرة، وإن كان البعض يترقب حرباً موسعة/شاملة في أعقاب ‏العدوان السيبراني الإسرائيلي، والسؤال المطروح اليوم هو: إذا لم تكن هذه الحرب على شكلها ‏القائم فكيف تكون الحرب؟.. وهنا قد يُصدق أن الكيان غير قادر على الحرب بشكلها التقليدي، ‏لكن على ما يبدو أن الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة يريدانها حرباً موسعة ومختلفة، ‏ساحتها التكنولوجيا ووسائلها وأدواتها المرفقة، يخرجان منها بأقل ما يمكن من الخسائر ‏ويُخففان قدر الإمكان من حجم المآزق التي أنتجتها حرب غزة على كليهما.‏
إذاً، وبصرف النظر عن التفاصيل والحيثيات المرتبطة بالحدث، بات واضحاً أنّ كيان ‏الاحتلال يريد الحرب ويفرضها بطريقة غير تقليدية، وهذا يعني بشكل أو بآخر الدخول في ‏مرحلة استنزاف من نوع آخر، صحيح أن الحدث كان مؤلماً وصادماً وفاجعاً على جميع ‏المستويات اللبنانية، الشعبية والسياسية والحزبية، لكن ذلك لا يعني بأي حال الركون إلى حال ‏الصدمة والتسليم بالاختراق الذي حدث، في حين يعني ذلك ترقب طور جديد من المواجهة ‏تتجاوز قواعد الاشتباك التقليدية والمعمول بها وترقب إرساء قواعد جديدة من الاشتباك، ومهما ‏بلغ حجم الاستفزاز للمقاومة اللبنانية والذي يعمد إليه الكيان فلا يمكن بأي حال جر المقاومة ‏إلى عمل غير محسوب النتائج ولو بحدودها الدنيا.

اللافت أنّ التفجيرات حصلت بالتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق ‏الأوسط عاموس هوكشتين، وزيارة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إلى القاهرة مع ‏ترقب لزيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى المنطقة الأسبوع المقبل، أي بما مجمله ‏تحركات أمريكية داعمة ومساندة للكيان، لتأجيج الوضع وليس لتبريده.‏

‏- واجهة إسرائيلية
رغم عدم الإعلان الإسرائيلي عن الوقوف المباشر خلف تفجيرات «البيجر» الإرهابية إلّا أنّ ‏كل الدلائل تشير إلى التورط الإسرائيلي حتى وسائل إعلام العدو حللت وتداولت الحدث ‏و«احتفت» به، مع تكشف دلائل جديدة على اليد الإسرائيلية، إذ أشارت تقارير أمريكية، أن ‏شركة «بي إيه سي» المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة «البيجر» في لبنان، ليست ‏سوى جزء من واجهة إسرائيلية.‏
ونقلت التقارير عن مصادر استخباراتية وصفها أحد المطلعين، أن الشركة المجرية وشركتين ‏وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضاً لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين ‏ينتجون أجهزة النداء، وهم ضباط المخابرات الإسرائيلية، وقالت: يبدو أن شركة « بي إيه ‏سي» هي شركة مجرية لديها عقد لتصنيع الأجهزة نيابة عن شركة «غولدن أبوللو» ‏التايوانية، وفي الواقع، كان ذلك جزءاً من غطاء إسرائيلي، مشيرة إلى أن المصنع الحقيقي ‏لهذه الأجهزة هو الاستخبارات الإسرائيلية.‏
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إنّ شركة «بي إيه سي» تعاملت مع عملاء ‏عاديين وأنتجت لهم مجموعة من أجهزة البيجر غير متفجرة، وزعمت أن العميل الأهم كان ‏حزب الله، وأوضحت أن أجهزة البيجر التي أنتجتها الشركة لحزب الله خصيصاً كانت تحتوي ‏على بطاريات مخلوطة بمادة «بينت» المتفجرة.‏
وأشارت الصحيفة إلى أنه، بدأ شحن أجهزة البيجر إلى لبنان في صيف عام 2022 بكميات ‏صغيرة، لكن الإنتاج زاد بسرعة بعد أن حظر الحزب استخدام الهواتف المحمولة التي يمكن ‏تتبعها بسهولة وقرر الاعتماد على الأجهزة منخفضة التقنية مثل البيجر.‏
وفي وقت سابق، كشفت شبكة «سي إن إن» الأمريكيّة إنّ تفجير الآلاف من أجهزة ‏الاتصالات «البيجر» التابعة لحزب الله في لبنان، تقف وراءه جهتان في «إسرائيل» وهو ‏نتيجة عملية مشتركة بين جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» والجيش، ولم تكشف ‏الشبكة تفاصيل أخرى عن مسألة ارتباط «إسرائيل» بالتفجيرات.‏

‏- اليابان بعد تايوان
وبعد أن تركزت الاتهامات باتجاه تايوان في تفجيرات البيجر باعتبار أن الشركة المصنعة ‏تايوانية ‏الجنسية، فإن انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي وجه الاتهام إلى اليابان باعتبار أن ‏الشركة المصنعة لأجهزة الاتصال اللاسلكي يابانية، صرحت الشركة اليابانية «آيكوم» أن ‏إنتاجها انتهى قبل 10 سنوات، ما يشير إلى أنه من الممكن أن تكون أجهزة الاتصال اللاسلكي ‏مزيفة.‏

وقالت الشركة في بيان:«طراز ‏IC-V82‏» هو جهاز راديو محمول أنتجته شركتنا وتم شحنه ‏إلى الخارج، بما في ذلك إلى الشرق الأوسط، من عام 2004 إلى عام 2014. ومنذ حوالي 10 ‏سنوات، اكتملت مبيعاته، ومنذ ذلك الحين لم تقم شركتنا بشحنه كما تم بالفعل الانتهاء من ‏إنتاج البطاريات لضمان تشغيل الجهاز، ولم يتم لصق الصور المجسمة، المصممة للحماية من ‏التزييف، على الأجهزة، لذا لا يمكننا التحقق مما إذا كانت هذه المنتجات من تصنيع شركتنا أم ‏لا، موضحة أنّ البطاريات اللازمة لتشغيل الجهاز تم إيقاف إنتاجها أيضاً. وأن منتجاتها ‏المصدرة إلى الخارج تخضع لعملية تنظيمية صارمة وضعتها الحكومة اليابانية.‏
وتحقق الشركة في انفجار الأجهزة، متعهدة بنشر المعلومات المحدثة فور توافرها، على ‏موقعها الإلكتروني.‏
وقال راي نوفاك، مدير المبيعات في قسم اللاسلكي للهواة في «آيكوم أميركا»: يمكنني أن ‏أؤكد لكم أنها لم تكن منتجاتنا.‏
وفي الإحصاءات الجديدة، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع عدد ضحايا العدوان ‏الإسرائيلي بتفجير أجهزة اتصالات لاسلكية إلى32 شهيداً.‏

‏- مستوى جديد من الإرهاب ‏
صحيح أن ما حدث خطر وعلى عدة مستويات وينقل الإرهاب إلى مستوى جديد، كما أشار ‏رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، على الانفجارات الإلكترونية في لبنان، وصحيح أن ‏ما حدث يشبه الإبادة الجماعية التي يمارسها كيان الاحتلال في غزة وينقلها إلى لبنان، لكن ‏القادم لا يقل خطورة من حيث الاتجاه إلى المعركة بلا سقوف ولا ضوابط ومن قبل جميع ‏الأطراف.‏
وبانتظار رد حزب الله على العدوان الإسرائيلي، والذي سيكون مغايراً وربما لن تكون الكلمة ‏للصواريخ، فإنّ معركة الإسناد لغزة تبقى قائمة ومنفصلة، أعلنت المقاومة لبنانية عن ‏استهدافها ‏نقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي، في موقع المرج، بالأسلحة المناسبة، ‏وإصابتها بشكل ‏مباشر موقعةً فيها عدداً من القتلى والجرحى.‏

وفي بيان صادر عن الإعلام الحربي في حزب الله، أشارت المقاومة إلى أنّ هذا الاستهداف ‏يأتي في إطار دعمها للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادها لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌‏‌والشريفة. ‏
وتحدثت وسائل إعلام عن سقوط إصابات في صفوف جيش الاحتلال باستهداف آلية إسرائيلية، ‏في مستوطنة «تل حاي»الواقعة ما بين «كريات شمونة» و«مسكاف عام» بصاروخ مضاد ‏للدروع أصاب الآلية بشكل مباشر.‏
كما أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية، استهداف مركبة في الجليل الأعلى بصاروخ مضاد للدروع، ‏معترفة بمقتل جندي وإصابة 5 آخرين، في موازاة حادثة أخرى في مستوطنة «هار دوف» ‏وتداولت مقطع فيديو لسقوط صاروخ في منطقة مرغليون في إصبع الجليل المحتل صباح ‏اليوم.‏
تشرين